من طرائف شعراء الدوبيت للكاتب تاي الله أحمد فضل الله –صحيفة الامكنة ولاية الجزيرة-عموده الراتب قدح البطانة
11-2010 06:02 مساء
شعراء البطانة تميزوا بحضور البديهة وسرعة الإدراك وصدق العاطفة رغم أنهم لم يتلقوا قدراً وافراً من العلم إلا أنهم استمدوا من البطانة صفاء الذهن ونقاء السريرة ومعنى الرجولة والبطولة والفداء .
نذكر واحدة من طرائفهم حينما دعوا لتسجيل مادة ثقافية لتلفزيون السودان تبث في برنامج مشهور ، وحينما استووا في مجلسهم وبدأت المذيعة الحسناء البيضاء المشهورة تقبل عليهم وتتفطر أمامهم بثيابها الشفونية وهي لم تزل في صباها آنذاك وحسن محياها وبالغت الأخت مقدمة البرنامج في بشاشتها وتوزيع فرصها وإطلالتها عليهم وجذبهم في محاولة منها لإجادة عملها وكسبها لجمهورها .
أما الشعراء الذين تعودوا على الصدود والتمنع وعدم التمكن من المرأة والنظر إليها بحكم عادات وتقاليد منطقتهم ، تأملوا المذيعة ومجاراتها وقرروا ألا يخرجوا من المكان إلا أن يضع أي واحد منهم مساهمته (قدحه) لهذه الفتاة الجميلة .
فقال الأول :
الدُّر والجواهر والصباح الطَّلَّةْ
فيهن حَاجَةْ مِنِّك ومن جَمالك أقلَّ
الخيل والأرايلْ من صِباك في ضِلَّةْ
دورِكْ تمْ ولاّ لِسَّع نَدَاتِّكْ أهِلَّة
أما الثاني احتج على الأول وقال هذا لا يكفي لوصف هذه الحسناء وينبغي ألا تمثل بالخيل والأرايل والصباح فقال :
أرْفَع من أن تُمَثَّل بالصباح الطَّلَّ
ولا الدُّر والجواهر والخيول يا أخلَّ
طَمَسْ حُسْنْ الحِسَان ساطع جبينَه الهَلَّ
زَيْ عصا موسى تفضح كُلَّ ساحراً ضَلَّ
أما الثالث فكان واجما يتأمل وكان يعتقد أنها حورية جاءت من الجنة وليست بشراً لذلك قال:
جوائز المتَّقِين في جنة الفردوسي
محروم منَّها الوثني ويهود ومجوسِي
رضوان كِيفْ سَمَحْ ليك بالخروج بتْلُوسِي
مارقة من الجُنَانْ في الدنيا شِنْ بِتْكُوسِي
والرابع كان غاضا للطرف ولكن وقعت عينه على سيقان الحسناء بعد انتهاء البرنامج وقاده ذلك إلى التأمل في مشيها لذلك قال :
شُفْتْ الليلة سِنِيد الفكو الدهلان
وشُفْتْ اللونو كاضَبْ بُيْضَةْ الدبلان
شُفْ ساقاً بِيَرْقِشْ زَيْ قزاز لبنان
ساق بلقيس وَكِتْ كَشَفَتَّو لِي سليمان
وسبحانك ربي أشهد أن لا إله إلاّ أنت استغفرك وأتوب إليك إن عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت .